إعداد: محمود ابومسلم
مدير مكتب الشرقية
مارأيت كريماً حتى وإن نال أعلى المناصب وأرفع الأوسمه إلا وكان متواضعاً تُحييه بتحيةٍ يُحييك بأحسنَ منها تطلُب مساعدته تلقاهُ يحنوا عليك حتى يَلبيها لك تحتاج مشورته لايبخل عليك بالمشوره يُقدم لك النصيحة بكلِ إخلاص وأمانه وإن خانك التعبير معه في لفظٍ أو في حوار تلقاه متسامحاً سهلاً وإن أخطأ التصرف معك يوماً وتحدث بنبرة صوت أرهقت قلبك أسرع بالعطف عليك وقدم لك العذر الذى جعله يتسبب في إيذاءك ليُرطب على قلبك ويستعطفك ويتمنى مُسامحتك له
يتحدث معك بقلبٍ يخشى الله وبصحوة ضمير لايحيد عنها لحظة لايُحب الظلم ولا غلاظة القلب يقابل السيئة بالحسنة يُخاطب الجميع بالقول الحسن
يتمنى الخير للجميع يتأذى من الكثير بالكلام الذى لايتحمله بشر ولكن يقابله بالإبتسامة لا بالإنتقام يُحسن الظن بالقول والفعل
كريم وأصيل في عداوته يتحدث معك وكأنه أقل منك في كل شيء طامعاً في رضى الله
أما المُتكبر ..
إذا ألقيت عليه التحية يصعُب عليه أن يرد بمثلها وكأنها ستكلفه ما إدخره سنين عمره
وأن رده على التحيه شرف لا تستحق أن تعتاد عليه وتنوله
تطلب مساعدته تراه ثقيلاً فيها
بل يجعلك في تأنيب ضمير مع نفسك أنك قصدته
يتجاهل ضعف قوتك وحاجتك
يُحب دائماً أن تُعظمه وتُفخمه
وتُنسب له الفضل حتى لو صادف يوماً أن رد إليك التحيه وكأن هذا حلماّ عليك أن تعيشُ
عمرك كله على ذكراه
ولايأخذك العشم به أن تنسى مكانته ووضعه وهيبته
تراه دائماً يتعامل بفظاظة قلب وغلاظه ينتظر الخطأ منك لفظاً قبل فعلاً حتى ولو غير مقصود ترى العقاب في أبشع صوره يتلذذ بالإنتقام لاتخونه مره في حديثه كلمة طيبة يُطيب بها خاطرك
يُشعرك دائماً بأنه الأفضل منك يقلل من شأنك ويتباهى ويتعاظم ويتفاخر حتى يُكسر قلبك ويُحب أن يرى ضعفك وإذلالك وخضوعك له وإن رآك يوماً في حاجة له أبعد نفسه عنك وقطع عليك كل الطرق التى توصلك إليه
لايُحب الخير إلا لنفسه يطأطأ رأسه لمصالحه الشخصيه حتى لو نافق وغضب الله
يُحب مرافقة المنافقين الذين يُشعرونه دائماً أن الأرض لا تحملُ على ظهرِها غيرُه
يُحب مقابلة الحسنة بالسيئة
يتمنى زوالُك من الدنيا لأن رؤيتك تُعكنن عليه صفو هيبته وعظمته وشموخه
لايقبلُ العُذر لايُسامح لا يتغاضى
قاسٍ في عداوته حتى بكلماته
لاسيما أنه شاعراً في لحن القول
يتحدث كثيراً عن القيم والمبادئ والأخلاق وحُب الخير للناس
فظاهره غير مايُخفيه باطنه
فلا يتكبّر إلا كلّ وضيع
ولا يتواضع إلا كلّ رفيع
فاعلم جيداً أن التواضع إجتلاب المجد واكتساب الود والقرب من الرحمٰن
(وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا )